أعلن حاكم ولاية تكساس الجمهوري "ريك بيري" رسمياً ترشحه للرئاسة الأمريكية تحت شعار "حان الوقت لإعادة أمريكا إلى العمل".
وجاء إعلان بيري عن ترشحه في ولاية ساوث كارولينا عبر خطاب لم يوجّه ضد منافسيه من الجمهوريين، بل الى الرئيس الامريكي باراك اوباما مباشرة، وقال ساخراً "إن الشرط الاول لإعادة أمريكا إلى العمل هو إعطاء ساكني البيت الابيض ورقة بلون زهري" في إشارة إلى المعاش الأخير الذي يتلقاه العامل لدى انهاء خدماته وصرفه من العمل.
مرشح جدي
يُعتبر ريك بيري مرشحاً جدياً، فهو حظي بتأييد 15 بالمئة من الجمهوريين حتى قبل أن يُعلن ترشحه عن الحزب، ويبدو ايضاً ان ممولي الحملات الجمهورية باتوا على قناعة بعد أشهر من بدء الحملات الانتخابية ان أياً من المرشحين الجمهوريين الحاليين لن يتمكن من إيقاع الهزيمة بالرئيس الامريكي الديموقراطي باراك اوباما في العام 2012، فلجأ الكثيرون للاستعانة بحاكم ولاية تكساس والذي كان متردداً.
ويعد بيري مرشحاً مهماً كونه يشغل حالياً منصباً كبيراً، وليس حاكماً سابقاً مثل "ميت رومني" او "جون هانتسمان"، وولايته هي واحدة من اضخم الولايات الامريكية، وسيتمكن من تحدي أساليب الرئيس الامريكي الحالي مثلما فعل في العام 1992 حاكم ولاية اركنساس "بيل كلنتون" وهو كسب الانتخابات الرئاسية ضد جورج بوش، الرئيس الذي أراد تجديد ولايته وفشل بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية، ولأن كلنتون تمكن من طرح افكار جديدة وتغييراً سياسا في البيت الابيض.
ولادة وظائف جديدة
يقدّم ريك بيري نفسه على انه "مرشح محافظ" ويُشدد على انه خفض الانفاق والضرائب في ولايته، ويشدد ايضاً على ان 40 بالمئة من الوظائف الامريكية الجديدة وُلدت في تكساس.
ويرى مراقبون أن هذا الاختصار ليس عفوياً، مبررين ذلك بأنه عند رسم مقارنة مع الرئيس الامريكي باراك اوباما، يرى الناخب الامريكي ان المرشح الجمهوري المحتمل يريد ان يرسم صورة نجاحه لتتناقض مع ما يعتبره فشلاً في مهمات الرئيس الحالي باراك اوباما، فاوباما "تقدمي" ولم يتمكن من خفض الانفاق ويدعو الى فرض ضرائب على الاغنياء وفشل في خلق وظائف جديدة للامريكيين.
ويأتي ترشيح ريك بيري في وقت تراجعت فيه شعبية الرئيس الامريكي الى 41 بالمئة وفقاً لإحصاءات معهد غالوب، فيما يقول 51 بالمئة من الامريكيين انهم يعترضون على عمله كرئيس للولايات المتحدة.
وفي اول ردّ فعل على اعلان ترشيحه قال الناطق باسم الحملة الرئاسية لباراك اوباما "إن بيري يؤيّد الدعم لشركات النفط والغاز، وخفض الضرائب للاغنياء ويؤيّد تغييرات في نظام المساعدات الطبية ويريد انهاء الضمان الاجتماعي والغاء آلاف الوظائف ويمتنع عن الاستثمار في التعليم والتطوير" واضاف بن لابولت إن ريك بيري "سمح لأصحاب المصالح بإملاء قوانينهم، ووظّف ممثلي اللوبي لمراقبة الشركات الكبرى في حين خفض التمويل عن مشاريع تساعد الطبقة المتوسطة"
ويوجّه الديموقراطيون انتقادات حادة لحاكم ولاية تكساس، لان ولايته هي الرابعة في مستوى الفقر بين الولايات الامريكية، وفيها اقل نسبة من حملة الشهادات الجامعية من بين كل الولايات الامريكية، كما انها تصرف اقل نسبة من الاموال لمساعدة المرضى النفسيين، كما انها الولاية 49 في عدد الاشخاص المشمولين بالضمان الصحي.
الترشيح الجمهوري أولاً
تجدر الإشارة إلى أن على ريك بيري ان يواجه منافسيه الجمهوريين اولاً، ومنهم من اعلن انه مرشح منذ اشهر، وأكثرهم شعبية حتى الآن هو ميت رومني، الحاكم السابق لولاية مساشوستس، بالاضافة الى تيم بولينتي وميشيل باكمان وجون هانتسمان.
كما أن من الملاحظ ان ريك بيري اعلن ترشيحه من ولاية ساوث كارولينا في اللحظة ذاتها عندما تجمّع المرشحون في ولاية ايوا في انتخابات غير رسمية لاعضاء الحزب الجمهوري، ومحطة ريك بيري التالية ستكون ولاية نيوهامشير وقد تحاشى ولاية ايوا. ويعود السبب الى ان ميشيل باكمان وُلدت في ايوا وحظوظها كبيرة في اول ولاية تعقد المجامع الانتخابية الحزبية، لكن نيوهامشير وساوث كارولينا تجريان انتخابات اولية ويريد المرشح الجديد ان يسبق الآخرين الى الجائزة الكبرى.
بيري والسياسة الخارجية
ولم يشكل حاكم ولاية تكساس فريقه للسياسة الخارجية بعد، ولا يحتوي موقعه على اعلان بهذا الشأن، لكن معلومات صحافية تقول ان وزير الدفاع الاسبق دونالد رامسفلد كان على اتصال به وسهّل اتصاله مع مساعدين له مثل دوغلاس فيث ووليم لوتي وتشارلز ستمسون بالاضافة الى زلماي خليل زاد، وجميعهم من صقور ادارة جورج دبليو بوش، كما يصف من يعرفون بيري بأنه من "الصقور" كما انه من مؤيّدي إسرائيل ونُقل عنه العام 2009 القول ان ايمانه يحتم عليه تأييد اسرائيل، فهو مسيحي ملتزم ويمثّل الانجيليين مثل رونالد ريغان وجورج دبليو بوش.