مع بداية شهر رمضان الجاري رحل عدد من الفنانين العرب، وخلف رحيلهم حالة من الحزن والأسى لدى الجمهور والمعجبين بفنهم، بينما تذكر آخرون ممثلين ومطربين داهمهم الأجل المحتوم في شهر رمضان بأعوام منصرمة.
ورغم حرقة الفراق، فقد ساعد إلى حد ما رحيل هؤلاء الفنانين في شهر رمضان المبارك في التخفيف من صدمة الرحيل ولوعة الفراق، فهناك اعتقاد ديني بأن أبواب السماء تكون مفتوحة في هذا الشهر وتُجاب فيه دعوات الرحمة والغفران من ملايين المعجبين.
فقد رحل بداية هذا الشهر كل من المطرب المصري حسن الأسمر والممثلة القديرة هند رستم والملحن السعودي محمد شفيق، وفي السنوات الماضية رحل عدد كبير من الفنانين في شهر رمضان من بينهم مديحة كامل (1997)، وأنور وجدي (1955)، وماري كويني (2003)، وفاطمة رشدي (1996)، وممدوح وافي (2004)، وحسين الشربيني (2007).
والغريب أن أغلب هؤلاء الفنانين توفوا في بداية شهر رمضان كالممثل ممدوح وافي الذي توفي في الثالث من رمضان والممثلة فاطمة رشدي التي وافتها المنية في الثاني من رمضان، وفي نفس اليوم توفيت الفنانة مديحة كامل.
لكل فنان قصة ونهاية
ومن الفنانين الذي رحلوا في شهر رمضان عام 1996 الفنانة فاطمة رشدي التي تعتبر واحدة من جيل الرواد في السينما والمسرح، وقامت بالتأليف والإخراج والتمثيل، كما كانت صاحبة فرقة مسرحية هي فرقة فاطمة رشدي تركت تراثاً فنياً لا يمكن إنكاره، اعتزلت الفن في أواخر الستينات، وانحسرت الأضواء عنها مع التقدم في السن وكانت تعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، إلى أن كشفت جريدة "الوفد" عن حياتها البائسة التي تعيشها، فتدخل فريد شوقي لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها فقد حصلت على شقة، إلا أن القدر لم يمهلها فماتت وحيدة تاركة وراءها ثروة فنية كبيرة.
ورحلت في رمضان ايضاً الممثلة والمنتجة ماري كويني في 2003، وكانت واحدة من بين قلة قليلة من الفنانات اللاتي أبدعن في المهن السينمائية، حيث انتقلت من التمثيل الى التأليف والمونتاج والإخراج والإنتاج، وعملت في شركة خالتها المنتجة آسيا ذاغر ثم أسست مع زوجها المخرج أحمد جلال شركة إنتاج، ومن أشهر الأفلام التي مثّلت فيها "الزوجة السابعة" و"السجينة"، وتوفيت في آخر رمضان عن عمر تجاوز 90 عاماً.
وفي الخامس من رمضان الماضي توفي الممثل المصري فؤاد أحمد عن عمر ناهز 74 عاماً، بعد رحلة عطاء كبيرة للسينما والمسرح فقد خلالها بصره من أجل الفن، حيث أمضى 20 سنة الأخيرة من عمره فاقداً للبصر بسبب ماكياج أجري له بطريقة خاطئة فأصيب بالعمى مباشرة، وظل هكذا دون علاج أو تعويض ودخل في صراع طويل مع المرض انتهى بوفاته.
ونجح فؤاد أحمد في تقديم شخصية الشرير بشكل لافت للنظر ومن أهم أفلامه "المشبوه" و"خمسة باب" و"خلي بالك من عقلك".