اهتمت صحيفة الأنباء الكويتية بظاهرة بدأت تظهر في المملكة مؤكدة أن مهنة «جوجل الزواج» غزت أوساط الشباب السعودي، وباتت مصدر رزق مربحا لكثيرين منهم بعد إن تزايد الطلب على خدماتهم.
ومهنة «جوجل الزواج» لا يقصد بها محرك البحث العالمي، بل تطلق على من يوكل إليه أهل العروس مهمة البحث عن جميع ما يتعلق بالعريس الجديد، مقابل مبلغ من المال.
الوظيفة الجديدة نوعا ما امتهنها شباب، لكونها لا تحتاج إلى جهد كبير بقدر ما تحتاج إلى علاقات متعددة وضمير حي، وتجعلهم أشبه بمحققين خاصين على غرار ما نشاهده في الأفلام البوليسية العالمية مثل جيمس بوند.
ونقلت جريدة الأنباء عن صحيفة «الشرق الأوسط»، أول من أمس، أن هذه المهنة فرضتها العادات والتقاليد السعودية التي تمنع الرجل لقاء عروسه قبل عقد القران.
ووفق المهنة الجديدة يبدأ الشخص الذي وكلته أسرة العروس، البحث والتحري عن ماضي الزوج المتقدم، وعن علاقاته الاجتماعية، سواء في العمل أو في منطقته السكنية، ناهيك عن زملائه وممارساته اليومية، كما يجب إلا يغفل عن أمر مهم، هو محافظته على الصلاة.
ويرى عبدالرحمن القحطاني ـ وهو من الشباب الذين اتخذوا من هذه المهنة مصدر رزق لهم ـ أن مهنته مستمرة طوال العام، إلا أنها تنشط خلال فصل الصيف، باعتباره الموسم الذي تنشط فيه الزيجات، لافتا إلى أن عائلة الزوجة في الغالب ما تعتمد عليه كثيرا في تحديد ردهم بالإيجاب أو السلب على هذا الزواج، خصوصا في ظل انتشار رقعة السكان وتخالط الناس.
والقحطاني يعتقد أن هذه المهنة الجديدة، وإن كانت انطلاقتها في البدايات تتمحور حول الاهتمام بالبحث لصالح الأقارب أو الأصدقاء مقابل مبلغ رمزي، إلا أنها سرعان ما انتشرت، وصارت الطلبات تنهال عليه كثيرا، خصوصا انه يعتمد على قاعدة كبيرة من العلاقات الواسعة.
ويشير إلى أن الأجر الذي يتقاضاه مقابل مهمة بحث تفصيلية لزيجة هنا أو هناك، يتراوح بين 2000 ريال و3000 ريال,ومن جهته، يقول الشاب راشد السعيد الملقب بـ «جوجل الزواج»، أن حجم الطلب على خدماته بات أمرا واقعا وملحا. وعندما يكون الزوج من مدينة أخرى، فإن مهمة البحث عن ماضيه ومستقبله تكون أصعب، إلا أن ما يسهل المهمة المبلغ الذي يقدمه أهل الزوجة مقابل هذه الخدمة، لافتا إلى أن هذه الوظيفة تعتمد على الذمة والضمير الحي بالدرجة الأولى، لأن الزواج ـ حسب وجهة نظره ـ مسألة حياة مصيرية، لا تعتمد على المساومات أو التراخي أو المجاملات.